الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

رساله الى..... أم علي!!




ها هي لحظات حياتي تمر سريعا
و انا اكتب لك يا حبيبتي هذه الكلمات
كلمات
تلخص قصه عشقي
و سري المكنون الذي اختزلته في صدري
كل تلك السنين
...أمي
و انت تقرئين مقالي الان
ساكون بلا شك
أُوارى الثرى
غسلني و كفنني احبتي
و الاقي الان حسابيَ
و اعلمي...
ان كل شيء جميل مر على
في حياتي القصيرة
كانت بسببك
انت مدرسة حياة
تعلمت منها مباديء
الصدق و الوفاء و الاخلاص
و الجهاد في سبيل ما نؤمن
و لكن...
-------------------------------------
-------------------------------------
القصة الحقيقية:
كل شيء بدأ هنا




تحت الاشلاء
و بين ركام المباني
و جثث القتلى
هنا و هناك
على انغام انفجار قنبلة
و دوي مدفع
--------------------------------------
--------------------------------------
كنت ضمن مجموعة من الاطباء
"بلا حدود" بالطبع
نعالج الجراحات
و نطبب آلام الفراق
و الجوع و الحرمان
و فقد الاحبه
تملؤنا الحماسه
فالمسأله برمتها بالنسبه لنا
ليست مجرد طبابه
بل بعث جديد
لشعوب تعاني
فقد الايمان بالخير و المحبه
و رضخت لليأس و الظلم و القهر و القتل
فنزرع في ارواحهم من جديد
الامل
مغلفا
بالسوائل الوريديه و المضادات الحيوية
-------------------------------
-------------------------------
رأيتها من بعيد
متشبثة بشيء بقوة
تصرخ تاره و تبكي اخرى
اقتربت منها فاذا هي تتمتم
"احمد..احمد"
يا قره عيني
و حبيبي
نم يا عين امك"
اعطيناها مسكنا
و ما ان هدأت
و نامت
حتى رأيت جثه طفل صغير
او ما بقي منها
تخرج من بين احضانها
تسمرت في مكاني
مصدوما
لزمت الصمت
و خنقتني عبرة
-----------------------------
-----------------------------


هنا بدأت القصة
اسمها بتول
كانت تلك اللحظات
بدايه علاقتنا
و التي توطدت بعد ذلك بالارتباط
و ابى القدر الا ان
يخط الموت عليها
في غرفة الولاده
كنت صغيرا حينها
لا ادري
ما العمل
كيف اربي هذا الصغير
ماذا اقول لك
كيف ساواجه ابي
فقررت ان اسلك الطريق
المر..
تركت "على" لدى جدته
لتربيه
وو عدتها بالزياره كل عام
نعم... اسميته علي
--------------------------
--------------------------
اتعلمين ما هو اكثر شيء
يحبه علي
انها انت
احب كل شيء فيك
و عندما يتحدث اراك
في احاديثه و شغفه
يحمل سماة شخصك الابي
و عندما يترائى شخصك فيه
اعلم اني كفرت
عن حرمانك
منه
---------------------------
---------------------------
اتعلمين الى اين
انا راحل
انا راحل للقاء
على
فقد زف لي خبر
استشهاده
و انا على يقين
أنا عليا مشتاق للقائك هناك

التوقيع
ابنك
---------------------------
---------------------------

أحداث هذه القصه من محض الواقع و اي تشابه بالاحداث و الاسماء فهو محض الصدفة""

عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: "سمعت حبيبي رسول الله يقول: "من أحب قوماً حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم"

ليست هناك تعليقات: